وصف المدون

الأخبار الأن







 الشؤون الدولية – صدى العالم  نيوز-في خطوة أعادت خلط أوراق المشهد الإقليمي، نفّذت الولايات المتحدة فجر اليوم ضربة عسكرية مركزة استهدفت منشآت نووية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، في تطور غير مسبوق منذ انهيار الاتفاق النووي لعام 2018. الضربة التي طالت مرافق استراتيجية في نطنز وأصفهان، تطرح تساؤلات جوهرية حول الدوافع الأمريكية، وحجم الرد الإيراني المرتقب، والأثر المحتمل على معادلات الأمن الإقليمي والدولي.

أهداف الضربة: رسالة مزدوجة

وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فإن الضربة تأتي "ردًا على تسارع الأنشطة النووية الإيرانية ذات الطابع العسكري"، وتستند إلى معلومات استخباراتية "موثوقة" حول جهود إيرانية لتخصيب اليورانيوم بمستويات تتجاوز السقف المسموح به دوليًا.

استهدفت الغارات بنيات تحتية لتخصيب اليورانيوم وأجهزة طرد مركزي متطورة، إضافة إلى أنظمة حماية إلكترونية وهياكل محصنة يُعتقد أنها تستخدم لأغراض البحث والتطوير. 

الرد الإيراني: التصعيد خيار مفتوح

القيادة الإيرانية لم تتأخر في الرد الخطابي. وزارة الخارجية الإيرانية أدانت الهجوم واعتبرته "عدوانًا صارخًا على سيادة الجمهورية الإسلامية"، بينما توعّد الحرس الثوري برد "قاسٍ وموجّه". وقد تم رفع درجة التأهب إلى المستوى الأقصى في المنشآت العسكرية، وتعليق العمل مؤقتًا في عدة مواقع نووية خشية هجمات لاحقة.

مصادر قريبة من مجلس الأمن القومي الإيراني أشارت إلى أن الرد قد لا يكون تقليديًا، بل عبر "هجمات مركبة تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة باستخدام الأدوات غير المتكافئة"، ما يعني إمكانية تفعيل الأذرع المسلحة لطهران في العراق، سوريا، لبنان، أو حتى اليمن.

الأبعاد الإقليمية: الشرق الأوسط أمام اختبار جديد

  1. التصعيد العسكري
    الهجوم الأميركي قد يدفع المنطقة نحو موجة جديدة من التصعيد، لا سيما إذا ما أقدمت طهران على تنفيذ رد مباشر أو عبر وكلائها، مما يضع قواعد أمريكية في الخليج والعراق ضمن دائرة الخطر.

  2. اضطراب أسواق الطاقة
    عقب الضربة، شهدت أسعار النفط العالمية قفزة فورية تجاوزت 6%، وسط مخاوف من تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، أو استهداف منشآت نفطية حيوية في الخليج.

  3.  الجهود الدبلوماسيةفي مهب الريح
    الضربة قد تشكّل ضربة قاضية لما تبقى من المسار الدبلوماسي، بعد شهور من المحاولات الأوروبية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، مما يُعقّد فرص إحياء الاتفاق النووي.

  4. فرز جديد في التحالفات الإقليمية
    دول مجلس التعاون الخليجي تتابع التطورات بكثير من الترقب، بين التخوّف من الانزلاق نحو حرب مفتوحة، والرغبة الضمنية في كبح جماح إيران نوويًا. أما تركيا، فقد دعت إلى "ضبط النفس"، في حين باركت إسرائيل العملية واعتبرتها "ضرورية لأمن المنطقة".

الموقف الدولي: انقسام واضح

الأمم المتحدة دعت إلى التهدئة الفورية وفتح قنوات اتصال مباشرة بين واشنطن وطهران. أما روسيا، فقد نددت بالضربة ووصفتها بـ"الاستفزاز الخطير"، داعية إلى اجتماع عاجل في مجلس الأمن. الصين أعربت عن "قلق بالغ"، معتبرة أن الخطوة الأمريكية "تضع الأمن العالمي على المحك".

في المقابل، أعربت لندن وباريس عن "تفهمهما لقلق واشنطن المشروع"، في موقف اعتُبر بمثابة دعم ضمني للهجوم، وإن كان بعبارات دبلوماسية حذرة.

خاتمة: من ضربة محسوبة إلى برميل بارود مفتوح؟

الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية لا تمثل مجرد عملية عسكرية عابرة، بل تُعدّ تحوّلًا نوعيًا في قواعد الاشتباك. فبينما تراهن واشنطن على قوة الردع، تراهن طهران على مراكمة أوراق الضغط الإقليمي. وبين هذا وذاك، يبقى الشرق الأوسط مرشّحًا لموجة اضطراب أمني جديدة قد تتجاوز حدود الجغرافيا لتطال توازنات السياسة الدولية بأسرها.

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button